هاهو قطار الفراق يعلن استقراره في محطة حكايتنا..
وها أنت ذا تحمل حقاب الأحلام والأيام وتتجه نحو الغياب..
وها أنا ذا أستعد للوقوف بظهر مكسور وهامة مجروحة..
لألوح لك بشموخ هاديء وهدوء شامخ..
وكأن الأمر لا يعنيني..
وكأن الألم ليس ألمي..
وكأن الجرح ليس جرحي..
وكأن الهزيمة ليست هزيمتي..
وكأن الحكاية الميتة لم تكن يوماً حكايتي.
أتساءل:هل بالفعل تموت الحكايا؟
وحين تموت الحكايات ، أين يذهب الأبطال؟
وأين تذهب الأحاسيس؟
وماذا يكون مصير الأحلام؟
وإلى أين يلجأ أطفال الحكاية؟
فلمعظم حكايات الحب أطفال..أطفال نعجنهم بماء الخيال..
ونرسمهم على صفحة قلوبنا..
نمنحهم ملامحنا..
وننتقي لهم أسماء مشتقة من أحلامنا..
ونحبهم جدا.. وننتظرهم بفارغ العشق والأمل..
ننتظرهم .. نعم
لكن انتظارنا لهم يطول ويطول ويطول..
فعلى الرغم من إحساسنا بهم..
وعلى الرغم من حبنا الصادق لهم..
وعلى الرغم من شعورنا بحركاتهم في أحشاء الحلم..
إلا أننا لانلدهم أبداً..
ربما لأننا حلمنا بهم خارج رحم الواقع..
نخزنهم في الدفاتر بعيداً عن فضول الواقع..
نسجلهم في ذاكرتنا كأي حدث من أحداث الحكاية..
فإذا ماعاشت الحكاية..
كبر الصغار بها..
وإذا ماتت الحكاية وُئد بها الصغار..
واسألوا نساء الأرض العاشقات..
عن أطفالهن النائمين في دفاتر الخيال..
أو افتحوا دفاتر الحكايات الفاشلة..
وأحصوا عدد أطفال الدفاتر فيها..
وسؤال آخر:
لماذا حين تنتهي الحكاية..
ونهمل كل أوراقها وطقوسها وذكرياتها..
لانفكر سوى في كيفية احتمال الألم الناتج عنها..
ونعلن الحداد..
فلا نرى من الحياة سوى سوادها..
ولانتذكر من الحكاية سوى ركنها المظلم..
ونهيء أنفسنا للحزن والألم والندم والبكاء..
على الرغم من أن مرحلة مابعد الفراق..
قد تكون مرحلة أخرى أجمل وأصدق..
إذا نحن أردنا ذلك؟
ماذا يأتي بعد الفراق؟
أشياء كثيرة تاتي بعد الفراق..
يهاجمنا الفراغ كسماء بلا نهاية..
يحاصرنا الحنين كوحش مفترس..
تنغرس فينا البقايا كأسنة السيوف..
تمزقنا الذكريات كأنياب حيوان جائع..
ونرفض المكان ونهرب من الزمان..
ونطرق كل أبواب النسيان
ونفشل..
نعم نفشل..